كان ياما كان في قديم الزمان، ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام..
في بيت فلفل كل ليلة كان بيبقى فيه أصوات غريبة، صوت خطوات حد بيمشي بسرعة، صوت لمية بتنقط , دوشة غريبة…
كانت الأم دايماً تبص لزوجها و تقوله: “أنت سامع أصوات غريبة فوق في أوضة الأولاد؟!”
كان الأب بيتعصب و يقولها: “أسكتي شوية عايز أنام، عندي اجتماع مهم بكرة”..
وفعلاً بتسكت الفارة الأم و تروح في النوم..
لكن الفارة الأم زي كل الأمهات مش بتروح في النوم ١٠٠٪ وبتفضل قلقانة، افتكرت في النهاية إن بيتهم مسكون بالعفاريت
لما الإنسان بيسمع أصوات غريبة بيقول دي أكيد فيران، أما بقى الفيران فـ على طول بتتخيل إن دي أصوات العفاريت.. دا اللي دايماً بيحصل..
لكن قصتنا النهاردة مش بتتكلم عن العفاريت.. بتتكلم عن فلفل، الفار الـ عنده خمس سنين وكل يوم الساعة ١٢ بعد نص الليل بيعمل على نفسه في السرير
في كل ليلة كان فلفل بيصحى من النوم بردان بسبب البلل الـ في بنطلونه ووشه بيكون أحمر من الكسوف والخجل
وقت البامبرز انتهى من زمان مش كدة؟
كان خايف قوي لحسن في يوم ينكشف سره، كان بيحاول دايماً ينظف مكانه…
فلفل كان بيحس إن وزنه كبير قوي عشان شايل هم السر التقيل ده لوحده…
ولأنه بيعيش ظروف مختلفة، مكانش بيقدر يشرب عصير الفراولة بالليل، لاحسن يحصل فيضان
ولا يقدر يبات عند صحابه أو قرايبه..
والدنيا كانت بتبقي فوضوية جداً و مُرهقة عشان يحاول يخبي الـ حصل
كان بيتسحب من ع السرير بالراحة ويروح على الحمّام من غير ما حد يشوفه ويطلع على كراسي طويلة وياخد ٣ أو أربع فوط عشان ينشف الـ عمله، لكن للأسف برضو بيفضل موجود ومش بيختفي، بتتبقي الريحة الوحشة، ريحة وحشة قوي قوي قوي
كان الفار فلفل بيستحمى وياخد إزازة العطر و يحاول يرش على السرير عشان الريحة الوحشة تختفي، لكن هيعمل إيه في البلل؟
فلفل كان بيستعين بمجفف الشعر (السيشوار) ويحاول ينشف الملايات عشان يعرف ينام أخيراً..
وفي يوم من الأيام على الفطار قالت الأم لا أنا خلاص زهقت لازم أحط مصيدة للأشباح الـ فوق دول وراحت للسوق عشان تشتري المطلوب، وفي الليل الساعة ١٢ إلا عشرة رجعت الأصوات زي كل مرة.. طلعت الفارة الأم على السلم بالراحة واتفاجئت لما شافت الفار فلفل وهو رايح جاي و معاه إزازة العطر ومجفف الشعر وشايل الفوط..
رجعت للنوم حزينة و هي بتقول لنفسها: “مسكين فلفل، دا زمانه مُحرج من الـ بيعمله و مكسوف، يا ترى إيه الـ ممكن أعمله عشان أخفف عنه؟
تاني يوم الصبح وشوشت الفارة الأم فلفل وقالتله أنا هديلك فخ الأشباح دا عشان تحبس فيه الجزء دا منك،
الجزء الـ بيمنعك تصحى بالليل، هو فعلاً يشبه الشبح وأكيد نفسك تتخلص منه…
طبعاً مش هتعرف تنجح من أول مرة وده طبيعي، لأننا بنحتاج وقت عشان نخطف الأشباح.. وبنحتاج وقت كمان عشان جسمنا يفوق لما نبقى عايزينه يفوق وعشان رغبتنا تتصالح مع إرادتنا ويبقوا متفقين.. فخ الأشباح ده هيبقى سرنا وفعلاً أخدته الأم وحطته فوق الرف..
الحقيقة أنا ماعرفش إيه الـ حصل بعد كدة في الحدوتة لكن أفتكر إن الفار فلفل ماخدش وقت طويل عشان يبطل يعمل على نفسه في السرير…
_______________
تفتكروا الحدوتة خلصت إزاي في الآخر؟
و لو كنتوا مكان الأم إيه الـ تقدروا تقدموه لفلفل؟!