يساعد الإيقاع اليومي على تكوين إطار عام لليوم يُشعر الطفل بالأمان والحدود، ويساعد بشكل كبير في تقليل الصراعات اليومية بين الأم وأطفالها أو المعلمة وأطفالها.
الإيقاع يجعل اليوم يسير بانسيابية وهو الطوق الذي يحيط بالطفل فيُشعره بالأمان داخله؛ فالمصدر الأساسي للأمن والحرية معاً هو الحدود.
* ما الفرق بين الروتين والإيقاع؟
(الروتين) هو خطوات محددة بمواعيد نطلب تنفيذها بالتزام بدون الرجوع إلى روح ومغزى هذه الخطوات.
مثال: الاستيقاظ الساعة ٩ : ٩,٣٠ ص
فطور ٩,٣٠ : ١٠ ص
لعب حر ١٠ : ١١ ص وهكذا.
أما (الإيقاع) هو أشبه بالنغمة، محددة ولكن انسيابية، خطوات ولكن نابعة عن احتياج، وإذا شعرت الأم بعدم الاحتياج لها فلا داعي لها.
كما أن الانتقال بين الخطوات في الإيقاع لا يرتبط بمواعيد بقدر ما هو مرتبط باستقبال الأم للموقف ولوقت انتهاء هذا العمل.
مثال:
وقت الصباح: دائرة الصباح وأغاني الصباح ثم الفطور
الظهر: لعب حر
العصر: نشاط أساسي ثابت ثم الغداء، وهكذا.
في (الروتين) ينتهي وقت اللعب الحر الساعة ١١ ص. حينها تصر الأم على الانتهاء في الموعد المحدد حتى لو كان الطفل مندمج في منتصف لعبة ما!
أما (الإيقاع) فوقت اللعب بعد الظهر يبدأ بإرادة الأطفال وينتهي عندما ينتهون تدريجياً من لعبهم الحر، بقيادة بسيطة وتوجيه من الأم.
يعتمد هذا النظام على وعي الأم أو المعلمة واستقبالها للأمور، هذا هو الدور الحقيقي للمعلم أو الأم؛ الاستقبال والمراقبة والتهيئة، وليس التعليم والتلقين في السنين الأولى.
الإيقاع اليومي كالحضن الآمن، يُشعر الأطفال أنهم محاطون برعاية تامة، يُشعر الجسد والروح أنهما في عناية حكيمة، من خلال الطعام الدافئ المقدم في إيقاع ثابت ومواعيد النوم والراحة التي تتخلل أوقات اللعب والنشاط.
والإيقاع الأسبوعي عبارة عن يوم ثابت للخبز ويوم للخروج أو اللعب في الحديقة، ويوم عند العائلة وهكذا، وأثناء الأسبوع يستمر إيقاعنا اليومي ويحيط بنا بحب.
من أهم ركائز بناء بيئة داعمة لنمو الأطفال نمواً سليماً هو توفير هذا الإيقاع وهذا القدر من حقهم في الشعور بالأمان.
إذا كنتِ لا تطبقين أي إيقاع يومي أو أسبوعي، فابدئي بايقاع الاستيقاظ والنوم… ادمجي وقت الصباح ببعض الأغاني الصباحية والدخول للحمام ثم إعداد الفطور معاً، واسبقي وقت النوم بقصة وأغنية وبعض من القرآن والدعاء، واستمري دائماً على هذا الإطار البسيط.
شاركونا بأمثلة لإيقاعاتكم اليومية أو الأسبوعية في التعليقات.