الاجتماعيات
الاجتماعيات
بيقول “أنتوني دي بيلجريني” -أخصائي علم النفس التربوي بجامعة منيسوتا-: “لا يكتسب المرء المهارات الاجتماعية من خلال نصائح المدرسين حول السلوكيات، وإنما يتعلم تلك المهارات من خلال التعامل مع أقرانه، ومعرفة الأمور المقبولة وغير المقبولة”.
اللعب الحر بين الأطفال وأقرانهم بيعلمهم عدد من الأمور الغنية باللغة والمعاملات والتعاون وحل المشكلات. منها مثلا تعلُّم المفاهيم ومعناها زي “العدل” لما كل حد منهم له دور بيلعب فيه، أو بيلعب دور الملك مرة، وباقي رفاق اللعبة عاوزين يمارسوا نفس الدور، بيبقوا عارفين إن ده معناه توزيع الأدوار بينهم بدون تحيُّز.
ومهارة حل المشكلات زي أثناء ألعاب كرة القدم أو الاختلاف على الألعاب والأدوار، وهنا بيكتسبوا مهارة التواصل للحفاظ على العلاقات الودية وقت الخلاف. أو التفاوض والحلول الوسط عند الاختلاف لما حد منهم يبدى رغبته في الانسحاب من اللعب، أو إزاي يتحكم في الغضب ويتخذ قراراته في مجتمع يمارس فيه حياته كطرف قوي زي البالغين.
الفكرة إن الأطفال مش هيتعلموا المعاني دي لوحدهم؟ في اللعب الحُر هنديهم فرصة يتعلموها مع نفسهم، واحنا بنراقب طريقة لعبهم وتعاملهم، وبعدها نسألهم التعامل ده رأيهم فيه إيه؟ وهل شايفين إن فيه حد اتظلم ولأننا ما اهتميناش بحقه، حس بالشعور ده وقرر ينسحب؟ ولما بدأتم تعيدوا اللعبة تاني وهو بدأ ياخد دوره، اللعب مشي زي ما كنتوا حابين!)
وهكذا نراقب المعاني اللي بتوصل للأطفال وقت اللعب، ولو هنقدر نتكلم معاهم بعد لعبهم فالأفضل نؤجل التدخل وإبداء رأينا ومشاركتنا، بحيث يستفيدوا كتير من خبراتكم الحياتية في التواصل والتعامل مع الغير وتصحيح المفاهيم والمعاني عندهم اللي غالبا بتتأثر وقت الاندفاع وتحصيل المكاسب في اللعب.