ممكن التربية تكون أسهل؟

(ممكن التربية تكون أسهل؟)

التربية بالفطرة هي الجزء الذي يُولد فينا وقت ولادة طفلنا الأول، وهي الأمومة والأبوه. بمجرد كونك أب أو كونك أم فأنتما قادرين على تربية طفلكما إذا استمعتما إلى فطرتكما السليمة.
ولكن الفطرة المشوَّهة -في عصرنا الحالي- تبدو وكأنها هي الأساس! فواجبنا أن نعود لهذه الفطرة. أن نستمع لصوتها الداخلي وأن نُدرِّب ونُعلِّم أنفسنا كيف نُربّي بالفطرة.
والفطرة تحوي معنى الابتداء -كما في معجم لسان العرب-، كوجبة الإفطار التي نبدأ بها اليوم أو أو الفطور الذي نقطع به صيامنا. ففطرتنا هي أول ما خلقنا الله عليه.
هناك عامل مشترك بين أغلب رياضات الدفاع عن النفس بينها وهو فهم فيزيائية حركة أعضاء الجسم والعمل ضدها للتأثير على الخصم؛ فإذا كان الكوع له حركة في اتجاه ثابت، نقوم بتحريكه في الاتجاه المعاكس. إلا أننا في التربية يجب أن نفعل العكس تماماً وهذا هو الأسهل لنا ولأبنائنا. أن نقوّم سلوكهم بطريق هم أنفسهم -ربما- يشعرون من داخلهم أنه لصالحهم. الحب والرحمة والتعاطف خصال فطرية كائنة بداخلنا وبإمكانها تقويم أبنائنا أيضاً، فضلا عن تغييرنا نحن للأفضل. لذا، حين نعود لفطرتنا، نرى أن تربية النفس هي أُولى خطوات تربية الطفل؛ فأطفالنا مرآة لنا.
وصفة التربية السحرية والتي تجنبنا كآباء كثيراً من المعاناة أثناء تعاملنا مع أبنائنا في مختلف مراحلهم العمرية، هي تربية أنفسنا وتهذيبها. نظرتك لنفسك وقبولك لها هي أساس قبولك لطفلك. حُبك غير المشروط لنفسك هو بوابتك لحُب غير مشروط لأطفالك. عدم مقارنة نفسك بغيرك هي الطريقة الوحيدة للتخلص من مقارنة أطفالك بغيرهم.

سنوضح ذلك بشيء من التفصيل في مرات قادمة من خلال سلسلة #التربية_بالفطرة من إعداد أ. شيماء عويس (معيد بكلية التربية للطفولة المبكرة – جامعة القاهرة، حاصلة على دبلوم في التعلم والعلاج من خلال الفن بفلسفة والدورف) لعرض خلاصة ما وصل إليه العلم التجريبي من مباديء في تربية الأبناء. ستكتشفون أنه بالرغم من بساطة وبداهة المعاني إلا إنها غاية في الأهمية للحفاظ على سواء نفوس أبنائنا في العصر الحالي.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *